هوذا وقت مقبول فاستيقظوا وتأهبوا

هوذا وقت مقبول فاستيقظوا وتأهبوا

 

حانت الساعة الآن

 

إنَّ المعاناة والمصائب الهائلة والآلام والحروب والشر الذي يواجه الجنس البشري في هذه الساعة من التاريخ بالذات تجعل من الأمر عاجلاً لكي نعمل على توصيل الأخبار السارة العظيمة التي عُهِدت إلينا لكي نعمل على توصيلها إلى جميع البشر بدون استثناء, فمن الضروري أن يسمعها كل إنسان على وجه الأرض , فقد حان الأوان للكنيسة الرسولية التي تعيش حياة قداسة وصلاة وتلمذة وشهادة بأن تكون سراجاً على منارة، وكمدينة على تلٍ. (متى 5: 14-15)  . فها هي الساعة قد حانت الآن لوجوب نشر رسالة وحدانية الله ومحبته ومشروعه الخلاصي وعدالته والتبشير بكل سلطان في كل مكان وزمان بمؤازرة روح يسوع المسيح . إننا مرسلو الله، ومرسلو النور، وملائكة النور، ورسل النور، وإشعاعات نور بشارة الإنجيل .

لا يمكننا التهرب من دعوة يسوع إلينا ولا من نَخْسِ قلوبنا. وهي دعوة تنطلق إلى الجميع، ولاسيما إلى المتألمين والمحتاجين كافة. وعندما يصل حال البؤس إلى هذه الدرجة كما نراه من حولنا اليوم، تزداد دعوة يسوع إصراراً وإلحاحاً - أكثر من أي وقت مضى: “اِذهَبوا إلى العالَمِ كُلِّه !” (مرقس 16: 15) اِذهبوا، وابدَأوا العمل! اُدعُوا الناس وجمّعوهم! فقد آن الأوان!

  فجميعنا الذين عبرنا من سلطان ابليس قد أدركنا على ضوء نور المسيح الذي انساب الى قلوبنا يوم قبلناه في حياتنا بأن مجد وبهرجة هذا العالم الفاني تصعد بأتباعها صعود النسر الى ما وراء الغيوم ثم تهبط بهم هبوط حجر الرحى إلى أعماق الجحيم الدامس , بل هي مثل آثار الأقدام على رمال الشاطئ لا تلبث أن تظهر قليلاً ثم تمحوها قوة الأمواج العاتية.

نحن نؤمن بأنّ لدى كل إنسان اشتياق وبحث عميق عن الحق وعن كيف يمكن بأن يخلص من الواقع المرير الدنيوي والمصير الأبدي المجهول , فمهما قدّمنا من مجهودات بشرية مشكورة وعظيمة بنظرنا فيجب على الرب بأن يدعوهم أولاً. فلا نتوقّع بأن نربح أي شخص إلا إذا كان روح الله بنفسه قد سبق ودعاه من قبل .

ربما يلزمنا أن نصلي من أجل أن ينعم الله علينا بتلك الإرساليات التي نذهب فيها لخدمة الضالين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا , وأعتقد أنه من واجبنا تقديم خدمة الكلمة والتعليم الصحيح بجانب خدمة سامرية (على غرار السامري الصالح لو10/30- 34) وعلى مثال المسيا المحرّر والمنقذ والمعزّي .(إشَعياء 61: 1-2), ( أع 10/38)

 أنَّ جميع قوى العنف وسفك الدماء، وجميع قوى الدنس الجنسي والغدر، وجميع قوى الكذب وحب المال، قد اكتسبت قوة أكثر من أي وقت مضى واستفحلت شراستها. وها هو الحقّ في كلام يسوع يسْطَع وضوحاً الآن ويقول لنا (بما معناه): لن يأتِي اليوم الأخير إلى أن يتمّ إعلان الإنجيل بالكامل الذي يخصّ الخليقة كلها في جميع أرجاء العالم. (متى 24: 14) إذ أنَّ الإنجيل يبشر بخليقة جديدة، وبيوم خلقٍ جديد.

 Rom 10:14  فَكَيْفَ يَدْعُونَ بِمَنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ. وَكَيْفَ يُؤْمِنُونَ بِمَنْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ؟ وَكَيْفَ يَسْمَعُونَ بِلاَ كَارِزٍ؟

Rom 10:15  وَكَيْفَ يَكْرِزُونَ إِنْ لَمْ يُرْسَلُوا؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ».

نصلي الآن بروح واحدة لكي يُرسل الرب القدير مسحاء كيوحنا المعمدان موبّخين هيرودوس الزاني والظالم وينادون بإنجيل التوبة واقتراب ملكوت المسيح . ونرى مسحاء ايضا كإيليا النبي عليهم روح إيليا وقوته يقطعون بسيف الكلمة كل رؤوس أنبياء البعل وينزّلون النار الإلهية والمطر المبّكر والمتأخر من السماء ويتركون وراءهم النبي إليشع يتابع الخدمة النبوية , وله ذات المسحة والقوة المضاعفة .

وسنرى قريباً رسل لهم مسحة بولس الرسول ويردّدون معه  بأن يسوع هو الله الظاهر في الجسد وأنه حلّ فيه كل ملء اللاهوت جسدياً (1تيم 3/16,كو2/9) فيتحركون بذات السلطان الإلهي لكي يزرعون كنائس في الشرق العربي وشمال إفريقيا حتى الأقصى الأرض.

ونرى اشخاص لهم جرأة بطرس الرسول يتركون شباك الصيد والقيد فيتمسّكون بشبكة المحبة الإلهية وخطة الخلاص ومفاتيح الملكوت (أع 2/38) الذي رماها على اليهود (اع 2) والسامريين (أع8 /12 , 14- 17) والأمميين (أع 10/44- 48) حتى ظلّهم يشفي المرضى ويقيموا الموتى ويخرجون الشياطين ويتكلمون بألسنة جديدة . ( مر16/17-18), (أع 1/8)  نسأل الرب ازدياد سكيب الروح  الناري لكي يلهب قلوبنا في خدمته حتى تكون مثمرة وترضي قلبه المحب .  في مثل الوزنات ( لوقا 11:19-13)، قال السيد لعبيده: "تاجروا حتى آتي"،    فنحن ننتظر مجيئه، وفي نفس الوقت ننشغل بخدمته، وهذا امتيازٌ ثمين لنا.

وبما أن مجيء الرب قد يتم في أي لحظة، علينا أن نكون "مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة" (أفسس 16:5)، أي إنها غير مضمونة. وهذا هو ما عبَّر عنه  سليمان الحكيم في سفر الجامعة 1:12 "أذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر" (أي الأيام التي فيها لن نستطيع القيام بما نريده في خدمة الرب، وخصوصاً عندما يصيبنا الضعف وتؤثر علينا الشيخوخة). لذلك علينا أن ننهض ونكون غير متكاسلين، بل مكثرين في عمل الرب كل حين. ومهما كانت قدرتنا ضئيلة ومواهبنا قليلة، فلنتذكر أن "كأس ماء بارد... لا يضيع أجره" (متى 42:10).

 

 

الكنيسة الرسولية الأولى في الشرق الاوسط وشمال إفريقيا

القس فادي غوش