هل ظهورات القديسين ومعجزاتهم ، من الله أم من الشيطان؟

16/12/2013 01:38

 

   ظهورات القديسين ومعجزاتهم ، من الله أم من الشيطان؟

 

 

 

وللإجابة على هذا السؤال الخطير نورد الحقائق الكتابية
التالية :
أولاً : يستطيع الشيطان أن يظهر على شكل ملاك أو قديس.
يعلمنا الكتاب أن الشيطان يمكن أن يظهر فى شكل ملاك " لا عجب أن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور "
( 2 كو 14:11 )
كما يستطيع أن يظهر فى شكل قديس كما ظهر على شكل صموئيل النبى للعرافة التى ذهب إليها الملك شاول لكى تحضّر له روح صموئيل ليسأله قبل دخول الحرب بعد أن رفض الله رفضاً قاطعاً ونهائياً أن يتحدث إليه لأنه كان قد رفضه ونزع روحه منه " فسأل شاول من الرب فلم يجيبه الرب لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء فقال شاول لعبيده فتشوا لى على امرأة صاحبة جان فأذهب إليها واسألها " ( صم 6:28-7) .
ويؤكد الوحى الإلهى أن الذى سأله شاول وأجابه هو الجان ( وليس صموئيل النبى) ولذلك عاقبه الله بعد ذلك بأن أماته فى الحرب " فمات شاول بخيانته التى بها خان الرب من أجل كلام الرب الذى لم يحفظه وأيضاً لأجل طلبه إلى الجان للسؤال ولم يسأل من الرب فأماته وحول المملكة إلى داود بن يسى " (1أخ 13:10-14) .
ثانيا : يستطيع الشيطان أن يظهر ويتواجد في الأماكن المقدسة وبجوار المقدسات وفي محضر الله وسط أبناء الله .
يستطيع الشيطان ايضا أن يظهر أو يتواجد في الأماكن المقدسة مثل الكنائس، ففي رسالة الرب يسوع لملاك كنيسة برغامس يقول :" أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسي الشيطان ...عندكم حيث الشيطان يسكن"(رؤ13:2).
وأيضا يستطيع الشيطان أن يتواجد بين أبناء الله وهم ماثلون أمامه وفي محضره " وكان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب وجاء الشيطان أيضا في وسطهم ليمثل أمام الرب."(أي1:2)
بل وأكثر من ذلك يستطيع الشيطان أيضا أن يتواجد قرب الصليب أوحوله أو بتعبير آخريحيط به بل ويحتضنه كما أحاط به قديما من كل جانب عندما كان الرب مصلوبا عليه في الجلحثة وذلك في الأشخاص الأشرار الذين صلبوه واستهزأوا به وطعنوه وسقوه خلا....الخ.(مت27،مر15).
لذلك فأمثال هؤلاء الذين يبنون إيمانهم علي ما يشاهدونه أو يسمعونه من شهود عيان لا يمكن أن يأتمنهم الرب علي نفسه بل الذين يبنون ايمانهم علي المكتوب .

ثالثاً : لا يرسل الله القديسين إلى الأرض ثانية ليرشدوا الناس .
فمن قصة أو مثل الغنى ولعازر ندرك أن الله لا يرسل القديسين بعد إنتقالهم إلى الأرض ثانية ليظهروا للناس لكى يرشدوهم . فقد رُفض طلب الغنى بعد موته، وهو فى العذاب ،والذى طلبه من أبينا إبراهيم بأن يرسل لعازر ( القديس ) ليظهر لإخوته ليهديهم فلا يذهبوا هم أيضاً إلى العذاب " قال له إبراهيم عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم فقال لا يا أبى إبراهيم بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون فقال له إن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ( كُتب موسى والأنبياء ) ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون " ( لو 29:16-31) .

رابعا : يستطيع الشيطان أن يعمل معجزات:
إن الشيطان يستطيع أن يعمل المعجزات كالتى تحدث فى الظهورات
ويؤكد ذلك الوحى الإلهى فى شواهد عديدة منها :

* " عمل الشيطان بكل قوة بآيات وعجائب كاذبة "
( 2 تس 9:2 ).
* " يصنع آيات عظيمة حتى أنه يجعل نار تنزل من السماء على الأرض قدام الناس . ويضل الساكنين على الأرض بالآيات التى أعطى أن يصنعها"(رؤ13:13-14) .
* " سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً"(مت 24:24 ).
* "أرواح شياطين صانعة آيات"(رؤ14:16) 

 

 

 خامساً: " يسمح الله للشيطان بالظهور فى أحلام أو غيرها ويعمل آيات وعجائب ليمتحن شعبه.

لكى يرى هل تتعلق قلوبهم بالشخص الذى يظهر لهم الشيطان على شكله أو يعمل باسمه وبصورته آيات وعجائب أم ستظل قلوبهم معلقة بالرب وحده .

* " إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما ، وأعطاك آية أو أعجوبة ولو حدثت الآية أو الأعجوبة التي كلمك عنها قائلا : لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها ونعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبى أو الحالم ذلك الحلم ، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكى يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم وراء الرب إلهكم تسيرون ، وإياه تتقون ، و وصاياه تحفظون ، وصوته تسمعون ، وإياه تعبدون ، وبه تلتصقون " (تث 1:13-4)

سادسا: يرسل الله عمل الضلال لمن لا يصدق الحق.

* " عمل الشيطان ، بكل قوة ، وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم ، فى الهالكين ، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال ، حتى يصدقوا الكذب لكى يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق ، بل سروا بالإثم "
(2تس9:2-12)

يرسل الله عمل الضلال ( مثل الظهورات والمعجزات الكاذبة ) للذين لا يصدقون حق الكتاب الذى يؤكد على أن الشفيع الأوحد عند الله الآب هو الرب يسوع وهو وحده الإله غير المحدود الموجود معنا في كل زمان ومكان، ويسمع صلواتنا ويستجيبها فى كل زمان ومكان إذ ليس غيره سواء من الملائكة أو القديسين ( وعلى رأسهم العذراء ) استطاع أن يقول قبل رحيله عن الأرض " ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر " (مت 20:28 ) فجميعهم محدودون ولا يمكن أن يسمعونا فى كل مكان نتواجد فيه إذ هم فى مطان محدد في السماء ونقلوا إلى الراحة الأبدية بعيداً عن متاعب الأرض ومشاكلها وأوجاعها .
" وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت " ( رو 4:21 ) ولا يتركون لنا سوى سيرتهم العطرة فقط لنتمثل بإيمانهم " انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم " (عب 7:13) .
" إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على أثار الغنم " (نش 8:1 ) لا لنتشفع بهم أو نقدم لهم السجود والبخور والتسبيح والتمجيد والتعظيم والعبادة التى يستحقها الرب يسوع وحده