هل حرف بولس الرسول نبوة داود حول قبول العطايا ؟

22/07/2013 02:28

 


هل حرف بولس الرسول نبوة داود حول قبول العطايا ؟

 


سأل أحدهم :  وجدنا في مزمور 68 عدد 18 بأن داوود قد تنبأ عن الرب الاله ويقول

صعدت الى العلاء سبيت سبيا وقبلت عطايا بين الناس وايضا المتمردين للسكن ايها الرب الاله

يعني الرب هو من قبل العطايا اي اخذ العطايا

وفي رساله افسس الاصحاح الرابع

ينسبها بولس ليسوع ويقول عنه وكل واحد منا اعطيت النعمة حسب قياس هبه المسيح لذا يقول صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا

لو نظرت الى المزمور

يقول قبل عطايا وليس اعطى

وفي افسس يقول اعطى

هناك بعض الناس يتهموها بالتحريف لمجرد انها تحدثت عن المسيح بصفته الرب الاله

فكنت عاوز اعرف لماذا هذا الاختلاف بين العددين

ولماذا لم يقتبس بولس النص كما هو

 فبدل كلمة اعطى يستخدم قبل كما وردت في النبوة نفسها .

افسس الاصحاح الرابع عدد 7و 8

والمزامير 68 عدد 18

========================

 

 Gen 24:22  وحدث عندما فرغت الجمال من الشرب ان الرجل (عبد ابراهيم) اخذ خزامة ذهب وزنها نصف شاقل وسوارين على يديها وزنهما عشرة شواقل ذهب.

Gen 24:53  واخرج العبد انية فضة وانية ذهب وثيابا واعطاها لرفقة واعطى تحفا لاخيها ولامها.

 

 نصف شاقل : هذا هو المهر الذي دفعه اسحق ليخطب رفقة. وماذا قدم لنا المسيح؟ لقد قدم دمه كفارة ليخطبنا. ولقد كان اليهودي يدفع ½ شاقل فضة كفارة سنأتي للحديث عنها في سفر الخروج. المهم أن ½ الشاقل هذا يرمز للكفارة بدم المسيح. وطبيعة هذا المهر هو ذهب فدم المسيح سماوي هو دم الله نفسه . والخزامة توضع في الأنف رمزاً لتقديس الحواس. وسوارين علي يديها وزنهما 10 شواقل : رقم 10 يشير للوصايا العشر وكون السوارين علي اليدين رمزاً لتقديس الأعمال طبقاً للوصايا العشر. هذا واجب العروس ان تتسم بالطابع السماوي (الذهب) فتتقدس حواسها وأعمالها لتستحق ان تكون عروساً للمسيح. والحواس المدربة هذا من عمل الروح القدس. وإعطاء هدايا لرفقة نجد له صورة جميلة في رسالة أفسس 8:4 إذ صعد إلي العلاء سبي سبياً وأعطي الناس عطايا.

نرى في الآية الاولى بأن الخادم عبد ابراهيم أخذ معه الهدايا اي قبلها بين يديه وجهزها لكي يعطيها لخطيبته كعربون محبة واعجاب بها ودفع مهر للعروس كعادة اليهود

فبين الاخذ والعطاء هناك فترة من الوقت وعندما دخلت العروس عند ابيها وُجدت حاملة كل الهدايا والعطايا التي قبلتها من الخادم .

الخادم يرمز الى عبد يهوه المتألم الكاهن على رتبة ملكيصادق واسحق يرمز الى العريس يهوه نفسه الإله الواحد الذي ارسل خادمه اي ظهر في الجسد (الإبن) لكي يدفع مهر العروس ويأتي بها اليه حاملة كل الهدايا والعطايا وأعظم عطية هي عطية الخلاص الذي تتم من خلال قبول الروح القدس حتى تحدث الولادة الثانية للمؤمن التائب .

فنرى ان الخادم نفسه اخذ وهو نفسه أعطى وهذا ما قصده بولس الرسول الذي أراد بوحي الروح ان يشرح النبوة في المزمور ويكمل القصد منها ببعدها النبوي والروحي .

اراد بولس بأن يقول : ان يهوه نفسه الذي قبل العطايا هو نفسه الذي أعطاها في العهد الجديد فهذه ذروة الإعلان الإلهي من خلال قلم بولس الرسول.

هناك قبل وهنا أعطى لأن الذي قبل الروح القدس هو يسوع المسيح على نهر الأردن كإنسان وبين الناس عندما اعتمد بالروح القدس كممثل للبشرية جمعاء حامل طبيعتنا الضعيفة . فبولس يقول انه هو قَبلَ العطايا اي الرب الإله اي يهوه إلوهيم  Psa 68:18  صعدت إلى العلاء. سبيت سبيا. قبلت عطايا بين الناس وأيضا المتمردين للسكن أيها الرب الإله.

فأعلن بولس الرسول ان يهوه ذا الذي تكلم عنه الوحي في القديم هو نفسه المسيح اي انها نبوة عن المسيح يسوع لانه قال يوماً : Joh 3:13  وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء.

فيسوع يجاوب على هذه النبوة بأنه هو الذي صعد الى العلاء وهو نفسه في السماء وعلى الأرض اي انه هو الآب في الإبن (الآب الحال فيّ ) فهو الذي قبل الوصية وهو أعطاها .

Joh 12:49  لأني لم أتكلم من نفسي لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية: ماذا أقول وبماذا أتكلم.

يسوع قبل الوصية واعطاها للتلاميذ كوسيط بين لاهوته والتلاميذ

فهو نفسه الذي قبل واعطى اي لا يستطيع ان يأخذ شيئاً دون ان يقبله وبعدها يعطيه

Joh 13:34  وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً.

هو أخذ ام قبل وهو نفسه الذي أعطى تلاميذه .

          1Jn 3:23  وهذه هي وصيته: أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية.

فمن الذي اعطى الوصية الآب ام الإبن ؟  هنا نرى الآب وهذه وصيته

و نرى انه لا فرق بينهما لان يسوع تكلم وهو الذي اعطى في الاناجيل وصية جديدة و ويوحنا  في الاناجيل يقول أن يسوع اعطاهم وصية جديدة بأن يحبوا بعضهم البعض

فهو الذي قبل وهو نفسه الذي اعطاها اسمه يسوع الآب في الإبن .

2Jn 1:4  فَرِحْتُ جِدّاً لأَنِّي وَجَدْتُ مِنْ أَوْلاَدِكِ بَعْضاً سَالِكِينَ فِي الْحَقِّ، كَمَا أَخَذْنَا وَصِيَّةً مِنَ الآبِ.

2Jn 1:5  وَالآنَ أَطْلُبُ مِنْكِ يَا كِيرِيَّةُ، لاَ كَأَنِّي أَكْتُبُ إِلَيْكِ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَنَا مِنَ الْبَدْءِ: أَنْ يُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً.

Psa 68:18  صعدت إلى العلاء. سبيت سبيا. قبلت عطايا بين الناس وأيضا المتمردين للسكن أيها الرب الإله.

هذه الآية نستطيع ايضا بأن نفسرها بهذا الشكل : Psa 68:21  وَلَكِنَّ اللهَ يَسْحَقُ رُؤُوسَ أَعْدَائِهِ الْهَامَةَ الشَّعْرَاءَ لِلسَّالِكِ فِي ذُنُوبِهِ.

Psa 68:29  مِنْ هَيْكَلِكَ فَوْقَ أُورُشَلِيمَ لَكَ تُقَدِّمُ مُلُوكٌ هَدَايَا.

 

 

يرسم هذا القول أمامنا صورة ملك ظافر، استولى على قلعة منيعة فغزا منها غزواً، وغنم منها غنماً. ثم عاد بموكبه الظافر متبوعاً بما غنم، محفوفاً بمن كسب. وتتمة هذه النبوة ـ كما وردت على لسان داود في قوله: "قبلتَ عطايا بين الناس" ـ تفيد أن الإشارة منصرفة إلى الجزية التي تقدّم للملك الظافر ممن ظفر بهم فعلاً، أو إلى الهدايا التي توضع عند موطئ قدميه، ممن يترضون وجهه (1كو15: 25.)

 

استطاع الرسول بولس بنور الوحي والإلهام، أن يطبّق هذه النبوّة القديمة على صعود المسيح ونواله موعد الروح القدس، وإيهابه هبة الروح لكلّ مؤمن متّحد به اتحاداً حيوياً.

إن المسيح ملك زافر كسر شوكة الموت وارتفع إلى السماء ظافراً بالرؤساء والسلاطين، وإذ ارتفع بيمين الله وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب من روحه الأقدس على كلّ عضو من أعضاء كنيسته، نصيباً فعالاً حسب قياس مشيئته الحرّة المطلقة، حال كونها صالحة ومرضية وكاملة.

 

قد يلاحظ الباحث شيئاً من التباين اللّفظيّ بين الصيغة التي وردت بها هذه الحقيقة في العهد القديم (مزمور68: 18)، والصيغة التي أفرغها فيها بولس في هذه الرسالة ـ فمثلاً جاء في المزمور: "قبلتَ عطايا بين الناس" مقابل قول الرسول: "أعطى الناس عطايا". فحاول المفسّرون أن يوفّقوا بين الصيغتين ولعلّ أفضل ما قيل بهذا الصدد: إن المرنّم ذكر الأمر الواقع ـ وهو قبول العطايا. وأن الرسول ذكر غاية هذا الأخذ ـ وهو إعطاء الناس. لأن العطايا لا تؤخذ إلاّ لتعطى، ولا تكسب إلاّ لتوهب. فالملك الظافر يوزّع الغنائم التي يأخذها. فهو إنما يأخذ ليعطي.

 

إن طبقنا الآية في العهد القديم عن اختبار داود في معاركه التاريخية فيكون التفسير كما يلي

8) " لِذَلِكَ يَقُولُ : «اذ صَعِدَ إلى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا» "

اقتبس الرسول بولس هذه الكلمات من مزمور 68 : 18 حيث يقول " صَعِدْتَ إلى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيا. قَبِلْتَ عَطَايا بَيْنَ النَّاسِ(1) وأيضاً المتمردين للسكن أيها الرب الإله " ويبدوأن داود قصد في كتابة هذا المزمور الإشارة إلى حادثة تاريخية في أيام ملكه على إسرائيل، أعني إلى احدى انتصاراته على أعدائه واقتياد جزء منهم إلى السبي، كما يبدو أيضاً أنه عند انتصـار الملك داود على أولئك الاعـداء وزعـت " عطايا " سواء من الملك إلى رعيته وهو الأرجح، أو من الرعية إلى الملك اعترافا بفضل انتصاره، إنما الذي يهمنا نحن أن نراعيه هو أن الرسول بولس رأي في كلمات داود هذه ربنا يسوع كمن ترمز إليه هذه الأقوال – رأي في نصرة ملك العهد القديم (داود) صورة لنصرة ربنا المبارك على الموت وعلى من له سلطان الموت أي إبليس (عب2 : 14) وانه من وقت رجوعه المظفر إلى بيت أبيه لا يزال يوزع عطايا وهبات على رعيته. أن هذا ما أدركه أيضاً الرسول بطرس عندما قال في يوم الخمسين عن الرب يسوع " وإذ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآب سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ " (اع2 : 33) فقد كانت عطية الروح القدس هي العطية الأولى التي وهبها الرب لكنيسته بعد ارتفاعه إلى السماء.

Act 2:32  فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ.

Act 2:33  وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ سَكَبَ هَذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ.

Act 2:34  لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي

Act 2:35  حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ.

يشكك البعض بوجود تناقض بين

أفسس 4: 8 لذلك يقولُ: "إذ صَعِدَ إلى العَلاءِ، سبَى سبيًا، وأعطَى النَّاسَ عَطايا".

مزامير 68: 18صَعِدتَ إلَى العَلاءِ. سبَيتَ سبيًا. قَبِلتَ عَطايا بَينَ الناسِ، وأيضًا المُتَمَرِّدينَ للسَّكَنِ أيُّها الربُّ الإلَهُ

ولنرى بعض المفسرين

لقد قبل المسيح العطايا من الله الأب لأجل كنيسته واليك شروحات رجالات الله

فالمسيح هو رأس الكنيسة قبل العطايا بين الناس بسبب تجسده ولاجل الناس

 

8لِذَلِكَ يَقُولُ: «إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْياً وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا».

 

اقتبس الرسول هذا القول من العهد القديم ـ وهو عبارة عن كلّ الكتاب المقدّس المسلّم به في أيام بولس، وإليه يشير الرسول في كلمة: "يقول" ـ أي أن الكتاب المقدس هو القائل (مزمور68: 18). ويجوز أن نفهم أن القائل هو الله أو هو الروح القدس. هذه نبوة متعلّقة بالمسيح، مبينة العلاقة التي بين صعوده وهباته.

 

ولا يغرب عن البال، أن كلام الرسول هنا يصف المسيح في عمله الفدائيّ كوسيط، لا في لاهوته. إذ في هذه الصورة يرتسم الفادي أمامنا ملكاً كاهناً، وكاهناً ملكياً. وعلى هذه الصورة المجيدة أراق الرسول نوراً باهراً في العددين التاليين.

 

هل حرف الرسول بولس نص سفر المزامير

 

قال الرسول بولس:

افسس 4: 8 لذلك يقول.اذ صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا.

 

لقد استحوى الرسول بولس كلامه من سفر المزامير, هو ليس اقتباس كامل ولكنه جزئي,

المزمور 68: 18 صعدت الى العلاء.سبيت سبيا.قبلت عطايا بين الناس وايضا المتمردين للسكن ايها الرب الاله.

 

طبعا القارئ الغير متعمق في الكتاب المقدس لابد ان يرى اختلاف واضح

لكن ان ما يراه المشككين اختلافا كبيرا ما هو عند الرسول بولس الا تفاسير يهودية قديمة

فهو يهودي وكان يعرف الكتب, لهذا نرى اقتباساته من الكتب السابقة, فلو لم يكن يعرف الكتب لما كان ذكر كلاما كثيرا من التوراة

 

فقط مجرد سؤال: اذا كان الرسول بولس اخذ النص من سفر المزامير, فما الهدف ان يحرف كلمة برأيكم  لا ارى اي هدف منطقي, ثم هو يعلم ان السامعين يستطيعون ان يتفحصوا الكلام, فهل حرف الكلام عمدا واراد ان يوقع نفسه في مشاكل هو بالغنى عنها ومن شأنها الوقوف حاجزا خطرا في وجه البشارة المسيحية   .

اذا لماذا الاختلاف ؟

 

ان الرسول بولس كان يكلم السامعين بالبشارة والاحداث التي جرت مع المسيح, وحسب الهام الروح القدس كان يستنبط من اسفار العهد القديم بارشاد الروح القدس ما يشير الى المسيح

لم يكن الرسول يقتبس دائما كلمة كلمة بشكل حرفي من كل نص في العهد القديم, فحسب ايماننا الحرف لا يهم وانما الجوهر (2 كورنثوس 3: 6)

فكما نلاحظ الرسول لم يقتبس بشكل حرفي من اول النص حتى آخره وليس فقط ان الامر متعلق بكلمة واحدة...

صعدت = صعد

سبيت = سبا

 

فهذا على انه يستنبط من خلال نصوص العهد القديم ما يشير الى المسيح الملك والمخلص والفادي

ولا علاقة للموضوع بالاقتباسات الحرفية كما يظن البعض فكتابنا كتاب جوهر وليس كتاب احرف وقواعد وبلاغة واعداد

 

حقيقة هذا النص ان الرسول بولس اخذ تفاسير مفسري اليهود للتوراة عن هذا النص

وهكذا فسره المفسرون:

עָלִיתָ לַמָּרוֹם, שָׁבִיתָ שֶּׁבִי-- לָקַחְתָּ מַתָּנוֹת, בָּאָדָם;וְאַף סוֹרְרִים, לִשְׁכֹּן יָהּ אֱלֹהִים.

 

• רש"י

 

עלית - אתה נגיד עמו משה בן עמרם למרום, שבית שבי את התורה,ולקחת מתנות מן העליונים ולתתם לבני אדם

ואף סוררים לשכון יה אלהים - אף עוד גרמת ששכן הקב"ה במשכן בתוך עם שהיו סוררים וממרים ומקציפים אותו

 

 

 

 

מצודת דוד

ואף סוררים - אף כי הרבו לסור מאחרי ה' עכ"ז נתרצה להם וציום על המשכן לשכון בם

 

עלית למרום - ועכ"ז אתה ישראל עלית למרום, ר"ל רמה ידך להתגבר עליהם לקבל את התורה ושביתה אותה מיד המלאכים ולקחת אותה למתנה להיות מצויה בבני אדם ולא בין מלאכי מעלה

تفسير راشي (رابي شلومو يتسحاكي):

 

"انت قائد شعب اسرائيل سبيت التوراة سبيا, واخذت عطايا من العلاء واعطيتها للناس"

 

تفسير متسودات دافيد:

 

"انت اسرائيل صعدت الى السماوات, لتستلم التوراة, وسبيتها من يد الملائكة, واخذتها لتكون هدية بين ايدي الناس"

 

لا يوجد اي تحريف لهذه الاسباب:

 

اولا: ان النص العبري الاصلي يشير الى ان موسى لم يأخذ "عطايا" من الناس, بل انه قبل (اخذ) العطايا من العلاء واعطاها للناس...

עָלִיתָ לַמָּרוֹם שָׁבִיתָ שֶּׁבִי לָקַחְתָּ מַתָּנוֹת בָּאָדָם וְאַף סוֹרְרִים לִשְׁכֹּן יָהּ אֱלֹהִים.

صعدت الى العلاء.سبيت سبيا.قبلت عطايا بين الناس وايضا المتمردين للسكن ايها الرب الاله.

 

تفسير الجملة العبرية "לָקַחְתָּ מַתָּנוֹת בָּאָדָם" اي "اخذت عطايا بالانسان"

 

كلمة "قبلت" هنا تعني انه قبل عطايا السماء (تماما حسب تفاسير اليهود) وهو "بين الناس" والمتمردين الساكنين وسطه, فلو كان القصد ان موسى اخذ العطايا من الارض اي من الناس, لقال "من الناس" وليس "بين الناس"

ولكنه اخذ العطايا من السماء واعطاها للناس لذلك يقول... "بالانسان" و "بين الناس"

 

ثانيا: قال الرسول هذا النص معتمدا على المزمور وعلى تفسيرات يهودية, فهو لم يعتمد التحريف بل هو اجتهد بتعاليمه وتوضيحاته لاسفار العهد القديم مستعينا بتفاسير كبار حاخامات اليهود. لذلك قال: "صعد الى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا." اي التوراة والنبوة والارسالية.

 

صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ.

سَبَيْتَ سَبْيًا.

قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ،

وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ [18].

كان خورس المرنمين يسبحون بهذه العبارة عندما كان التابوت يبلغ إلى قمة صهيون، ويُوضع في المكان المخصص له. وهي تسبحة تبدو كأنها نشيد عسكري يُنشَد عندما تتحقق نصرة على الأعداء. فالمُنتصِر يوضع في أعلى موضعٍ في المركبة، بينما يُربط الملوك المنهزمين وقادتهم خلف مركبة المنتصر. يُربَطون معًا في المركبة، يسيرون تكريمًا للمنتصر. أيضًا كان من عادة الملوك المنتصرين، أن ينثروا أموالاً على جمهور الشعب الذي يستقبلهم بروح الفرح والهتاف.

وكنوعٍ من السخرية بالمتمردين، كان الملوك أيضًا يلقون بالمال عليهم، حتى يظهر المتمردون كمن يتلقفون فضلات المنتصرين[70].

"للسكن أيها الرب الإله"، كثير من الملوك المنتصرين، إذ يعودون ومعهم الغنائم، يقومون بعد الانتهاء من الاحتفالات الخاصة بالنصرة بالسكن وسط الشعب ليقدموا لهم من خيرات النصرة، ويحققوا نوعًا من الاستقرار بعد متاعب الحرب ونفقاتها الباهظة على الشعب. هكذا مع الفارق يسكن الله وسط شعبه ليعلن اهتمامه بشعبه، ورعايته، فيقدم لهم من خيرات نصرته، ألا وهو الشركة في حياته المقامة، والتمتع بعربون صعوده إلى السماء.

لقد قيد الله العدو إبليس وملائكته كما بقيود، وأعطى شعبه سلطانًا عليهم حتى لا يخافوهم، بل ولا ينشغلوا بهم، إنما يتهللون بالحياة المُقامة والجلوس في السماويات.

      أشار الرسول إلى ذلك، موضحًا هذا في حديثه عن الرب يسوع: "ولكن لكل واحدٍ منا أُعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح، لذلك يقول: إذ صعد إلى العلاء سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا" (أف 4: 7-8)... لقد أعطى عطايا للناس، مرسلاً إليهم الروح القدس الذي هو روح يسوع المسيح.

 

"قبلت عطايا بين الناس"، نرى في هذه العبارة  أن الله إذ صار إنسانًا، قبل روحه القدوس كإبن الإنسان كممثلٌ لنا عطية لحسابنا، مع أنه هو روحه الأزلي. ونحن إذ نناله كأعضاء جسده يحسب ذلك كأنه هو الذي ناله. وذلك كما عندما نُضطهد يحسب ذلك اضطهادًا له، فيقول لشاول: "شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟" (أع 9: 4). فإن كان يقول: "بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم" (مت 25: 40)، فلماذا نتشكك أنه يتقبل في أعضائه الهبات التي يتقبلها الأعضاء؟

"سبيت سبيًا": لا نعجب إن كان الذين سباهم إبليس يحررهم السيد المسيح من هذا السبي ليصيروا مسبيين في الحب الإلهي بفرحٍ وسرورٍ بملكوت الله. الذين كانوا مسبيين للعبودية لحساب مملكة الظلمة، صارت مسرتهم أن يُسبوا بالحب لمملكة النور.

      لماذا لا يكون السبي مُبهجًا إن كان البشر يُصطادون لهدفٍ صالحٍ؟ لهذا قيل لبطرس: "من الآن تكون تصطاد الناس" (لو 5: 10)... فإنهم إذ يخلصون من الخطية التي كانوا عبيدًا لها يصيرون عبيدًا للبرّ (رو 6: 18)، أبناء له. فإنه هو نفسه فيهم، يعطي عطايا للبشر، ويتقبل العطايا فيهم. ولهذا فإنه في هذا السبي، في تلك العبودية، في تلك المركبة، تحت هذا النير، لا يوجد ألوف من البشر في حزن،ٍ بل ألوف في فرحٍ، لأن الرب فيهم، في سيناء، في قدسه.

    الصلاح هبة من الله كما يقول يعقوب الرسول: "كل عطية صالحة، وكل موهبةٍ تامةٍ، هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار" (يع 1: 17)، وحسبما يعلن يوحنا سابق المسيح: "لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئًا إن لم يكن قد أُعطى من السماء" (يو 3: 27). إنه من السماء حيث أرسل الروح القدس عندما صعد يسوع إلى العلى سابيًا سبيًا ومعطيًا هبات للبشر (مز 68: 18؛ أف4: 8). فإن كانت استحقاقاتهم الصالحة هي عطايا إلهية، لهذا لا يكلل الله استحقاقاتكم لكونها منكم، بل لأنها عطيته

     تذكروا ما قاله المزمور بوضوح: "صعد الله بهتاف" (مز 47: 5). تذكروا أيضًا ما جاء في المزمور من حديث القوات الإلهية مع بعضها البعض: "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم" (مز 24: 7). تذكروا أيضًا المزمور القائل: "صعد إلى العلا وسبى سبيًا" (مز 68: 18 )

      خلال الآلام صعد الرب إلى العُلى إلى قدس أقداس الله ككاهن لكي يرش من دم كفارته بعد أن سبى سبيًا، وأعطى الناس عطايا (مز 68: 18؛ أف 4: 8)، ووهب الذين يؤمنون به سلطانًا أن يدوسوا على الحيَّات والعقارب وكل قوَّة العدو، أي سلطان على قائد الارتداد .

      يُسَلِّم حياته، لكن له سلطان أن يأخذها (يو 10: 17-18)... إنه يموت، لكنه يهب الحياة (يو 5: 21)، وبموته يحطم الموت، يُدفَن لكنه يقوم. ينزل إلى الجحيم، لكنه يُصعِد النفوس (أف 4: 8-9؛ مز 68: 18)؛ يَصعَد إلى السماء، وسيأتي ليدين الأحياء والأموات

   "صعدت إلى العلاء. سبيت سبيا. قبلت عطايا بين الناس وأيضا المتمردين للسكن أيها الرب الإله."

هي نبوة عن الصعود  قبل ألف سنة من تحقيقها . ولقد سبق المرتل وقال في بداية المزمور يقوم الله كنبوة عن قيامة الرب

Psa 68:1  لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. لِدَاوُدَ. مَزْمُورٌ. تَسْبِيحَةٌ يَقُومُ اللهُ. يَتَبَدَّدُ أَعْدَاؤُهُ وَيَهْرُبُ مُبْغِضُوهُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ.

وها هو يتنبأ عن صعوده ولقد استخدم بولس الرسول الآية في (أف8:4) (راجع أف9:4-12). سبيت سبياً= بعد أن كنا مسبيين في يد إبليس، أمسك بنا من يد العدو، وجعلنا مسبيين له بغلبته صرنا سبايا حبه. قبلت عطايا بين الناس= لقد حل الروح القدس يوم العماد على المسيح لحساب الكنيسة. وقيل أنه صار وارثاً لكل شيء وكان هذا لحساب الكنيسة ومن هي الكنيسة التي صارت وارثة أو بالأحرى ماذا كان حالها قبل خلاص المسيح، كانت شعباً متمرداً= وأيضاً المتمردين للسكن.

 

آية (19): "مبارك الرب يوما فيوماً. يحمّلنا إله خلاصنا. سلاه."

لقد قبل أعطى للناس عطايا، بل يقول المرنم= يحملنا إله خلاصنا بالمواهب والعطايا.

الخلاصة : الإله الذي تكلم داود به في الروح هو يهوه إلوهيم الذي انتصر على أعداءه وسبى الكنيسة سبياً من عدوها وصعد الى العلاء يوم الصعود لانه قال :

Luk 24:51  وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ.

Luk 24:52  فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ

Luk 24:53  وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ.

Joh 20:17  قال لها يسوع: «لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم».

Joh 16:7  لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ.

الخير من انطلاقه والهدف منه هو ان يعطي عطايا واعظم عطية هي :

Mat 3:11  أنا أعمدكم بماء للتوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحمل حذاءه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.

Mar 1:8  أنا عمدتكم بالماء وأما هو فسيعمدكم بالروح القدس».

Luk 3:16  قال يوحنا للجميع: «أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه. هو سيعمدكم بالروح القدس ونار.

Joh 1:33  وأنا لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس.

Luk 24:49  وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».

Act 1:4  وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا «مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي

Act 1:5  لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ».

الذي يعمّد او يسكب روحه على المؤمنين هو يسوع بشهادة يوحنا المعمدان وبشهادة الرب يسوع نفسه . ولكن نرى ان النبي يوئيل يتنبأ قبل 500 سنة من تحقيق الوعد بأن يهوه نفسه قال : إني أسكب من روحي على كل بشر ( يؤ 2/28)

فمن الذي سكب ام أعطى الروح القدس يهوه ام يسوع ؟ طبعا لا فرق بينهما لأن يسوع هو يهوه الساكب روحه على كل بشر تاب وآمن بإسمه العجيب .

فالذي سكب ام اعطى هو نفسه الذي قبل العطايا بين الناس اي مواهب وهدايا الروح القدس  فعندما قبل الروح واستقرّ عليه هو هو نفسه بعد مجده اي موته ودفنه وقيامته سكبه على الكنيسة وسماها بطرس يوم الخمسين : عطية الروح القدس (أع 2 /38 )

فلا يوجد اي تناقض بين الآيتين في مزمور 68 وأف 4 بل الأخيرة شرحت وفسرت بوحي الروح القدس ما قصد يهوه في القديم على ضوء نور المسيح الذي سطع في قلوبنا وفتح ذهننا لكي نفهم الكتب ونختبر قوة الله .فالرب يهوه قَبِلَ العطايا فينا لأنه صار وإيانا جسداً وروحاً واحداً فعندنا نقبل عطيته فكأنه هو قبلها لأنه متحد فينا اتحاداً سرياً وعجيب لا يتخيله عقل ولا يوصف .

Eph 5:29  فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضاً لِلْكَنِيسَةِ.

Eph 5:30  لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 

Eph 5:32  هَذَا السِّرُّ عَظِيمٌ، وَلَكِنَّنِي أَنَا أَقُولُ مِنْ نَحْوِ الْمَسِيحِ وَالْكَنِيسَةِ. 

 

 

والرب يبارككم

 

القس فادي غوش